أجرت الحوار / الفنانة لمياء بدران
الفنان طه القرنى،فنان الشعب،درس في كلية الفنون الجميلة قسم الديكور بالإسكندرية،دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية لرسمه جدارية سوق الجمعة التي تعد من أكبر الجداريات النوعية في العالم حيث يبلغ طولها 23 مترًا،قال عنه الناقد السيد رشاد: “هذا فنان توحدت ذاته مع فرشاته في اللوحة، حيث تلاشت الفواصل بين بؤر الإلهام في فراغات الروح المبدعة، ويقع الإبداع في المسافات السحرية على المساحات البيضاء، هذا العمل تلاشت خلاله الفواصل بين شخوصه، أزمنتها ومسمياتها وأحوالها وتجلت فيه وحدة المكان والإنسان والزمان متغيرا حاضرا يحمل ذلك التوتر الفني شديد الرهافة والسحر، عبر مكوناته الفيزيقية أو الميتافيزيقية على السواء”.
وأيضا الناقدة فاطمة على: “أعتقد أنه لم يسبق إليه أحد ولا حتى عالميا في رسم لوحة تمثل سوقًا شعبية ببائعيها وزبائنها وبضاعتها في مشهد مفتوح الخلفية بهذا الحجم، ومن الناحية الفنية نلاحظ أن التصميم والتكوين لهذه المساحة من العمل أجاد فيه الفنان بمقدرة تأكيد العمق، مثلما أكد على المسطح الأمامي حتى تبدو السوق وكأنها خارجة من بطن الجبل ماديا ومعنويا وإنسانيا، متربة بلون الفقر الرمادي وهو أيضا لون الجبل وترابه الرمادي الذي كثيراً ما يغطي هذه المنطقة، كما تميز الفنان في تعامله مع الفراغ خلف اللوحة أو أعلاها والفراغات داخلها والتي تتماهى مع الفراغ الشاسع المحيط أمام جبل فقراء القاهرة القديمة”أجرت الفنانة لمياء بدران هذا الحوار مع الفنان القدير “فنان الشعب”طه القرنى.متى بدأت الدخول فى عالم الفن التشكيلى ؟ ومن الذى شجعك عليه ؟وأول معرض شاركت فيه ؟
البداية كانت فى المرحلة الإبتدائية فى المدرسة وحجرة التربية الفنية وهى المصدرالأول التى تربى المواهب وتخلق جو من الفن وفى الصف الخامس الإبتدائى كان أول عمل كان يحمل ذكرى مهمة وهى اتفاقية كامب ديفيد وكان الرئيس السادات وكارتر سيمروا من أمام مدرستى عزيز المصرى فى الهرم وكنت قد رسمت لوحة كبيرة تجمعهم وكانت بالزيت ووجدت إعجاب المدرسين باللوحة ووقفت أمام المدرسة بلوحتى بصحبة المدرسين لاستقبال الرئيس وهو يمر فى الشارع .
وفى المرحلة الثانوية يقال أننى كنت طالبا متميزا؛موهبتى كانت بجوار دراستى ووالدى شيخ أزهرى نشأت بين الثقافة الدينية والثقافة المفتوحة وكان تشجيعه لى هو الاصدار الأول .أول معرض شاركت فيه كان فى إعدادى أثناء قيام المدرسة بمعسكر فى أبو قير واللوحة عن رسم مراكب البحر وتكوين عام وكانت اللوحة بالفحم .ما هى مشاريعك القادمة بالنسبة لعالم الفن ؟
انا مرشح لمنصب نقيب التشكيلين إذا أراد الله -عز وجل- استخدمه لصالح الفنانين كمشروع اجتماعى :- أهتم بالعمل العام منحاز إلى فكرة تقنية المهنة والعمل على الخدمات وزيادة المصلحة العامة للفنانين وادخال موارد أكثر للنقابة وهذا المشروع يستحق التفرغ تماما لخدمة الفن وسوف أقوم به فى الفترة القادمة للجمعية العمومية إذا أرادت هذا .
وكمشروع فنى :- يوجد لدى متغيرات كثيرة بعيدة عن العمل الشخصى كفنان وكما يقال أننى أحد مؤسسي الجداريات فى العالم العربى وخصوصا بعد جدارية سوق الجمعة والمولد وعزبة الصعايدة وهذه الأعمال تركت بصمة كبيرة وحاليا أقوم بعمل تجربة عن الفلوكور الشعبى وكيف أعيد صياغته بصورة ملحمية درامية .ما رأيك فى نقابة التشكيلين ؟
النقابة بشكل عام هى الجهة المسئولة والمنظمة لفكرة خدمات الفنان ورعايته للحفاظ على المهنة والنقابة والتى انشئت منذ ما يقرب من 71 سنة فهى عريقة وكل الأساتذة الذين شغلوا مجلس الإدارة والحاصلين على منصب النقيب اسمائهم كبيرة ، أذكر منهم صلاح عبد الكريم والدكتور الجبالى وغيرهم.
رؤيتى للنقابة أنها بيت العيلة وتعتبر فكرة بيت العيلة غير جديدة والنقابة هى حضن الأفكار والإبداع ومسئولة عن التعاملات المتداولة بين المؤسسات والهيئات الحكومية بشكل أو بأخر وتمثل جميع الفنانين فى جمهورية مصر العربية .كيف تقيم التجربة التشكيلية المصرية فى المرحلة الراهنة ؟
التجربة المصرية تظل رائدة ولدينا ميزة عن باقى الدول أن تاريخنا ورانا والتجربة المصرية ما زالت قيد التجريب حتى الآن ولكن لدينا نضج و يوجد بوادر من إنتاج الشباب هائلة جدا ويبذلوا مجهود كبير جدا فى العمل والأداء لكى يصلوا إلى نفس المستوى الاتجاه ويظل جيل الشباب والوسط والكبار هم جهه الإصدار الأول كفن تشكيلى فى الوطن العربى.
والتجربة بدأت بكليات الفنون الجميلة والتربية الفنية والفنون التطبيقة وأقرب تجربة لنا هى المملكة العربية السعودية من 71 سنه وبدأت بالتربية الفنية والتجربة العريقه أثرها فى 2011 فى تنسيق متغير وتمثيل دولى وفى حراك على مستوى العالم كله وحتى المزادات أصبح لدينا عدد كبير من الفنانين فى المزاد الدولى وهذا معناه أن الحركة فى الطريق الصحيح ومقدماتها ومؤشراتها تليق بقيمه مصر وفى نضوج كبير وأيضا فى نضوج كبير جدا فى تجربة الشباب وتحديدا الكبار خطواتهم راسخة وثابتة وجيل الوسط هو الذى يكمل الشباب وجيل الكبار وأعتقد أن هذه التجربة صنعت حراكا فى الوطن العربى بالكامل .من أين تستمد مواضيع أعمالك؟ وكيف تقضى يومك؟
أعمالى كلها انحياز للشارع المصرى وثقافتى كلها من الحياة المصرية ومن كل الكوكبات أتأثر بها جدا سوق ( عزبة الصعايدة ) المولد ( فلكور شعبى ) والظروف ساعدتنى لأنى ابن البيئة المصرية الأصلية .
يومى روتينى ومنظم فى الصباح فى العمل وفى المساء فى المرسم أرسم،أسمع القرآن الكريم أو أسمع الموسيقى وأقرأ الصحف والمجلات وأتابع الاخبار وأقرأ الكتب لأنى عاشق للقراءة وأقرأ فى جميع المجالات فلسفة ورياضة وأعشق القصص والروايات الطويلة.
هل الفنان يحتاج إلى جو معين لكى يرسم ويبدع ؟
بالتأكيد كل عمل له أدوات والفن حالة إبداعية ويصنع الفنان موادا لنفسه وإذا لم يصنعها فهو لم يعش حالته .
ما هى اللوحه القريبة الى قلبك وكأنها جزء منك؟
المولد لأنها تمثل ثقافة شعب كامل،حالة من الوفاء والتعاطف ولقاء بين المسيحين والمسلمين ولوحة مهمة تاريخيًا.
نصيحة لكل فنان مبتدئ فى الفن التشكيلي لكى يبدع ويصل إلى التميز ؟
الثقافة مهمة جدا للفنان من خلالها يصبح أكثر إبداعا وأكثر بقاء ويعتمد أيضا على التنوع فى المصادر .ما هى الطقوس التى تقوم بها قبل بداية أى عمل ؟
لوحاتى دائما رواية ولا أكرر الأحداث فيها،والأشخاص عندى أبطال حقيقيون اتعايش معهم وأعرف اسمائهم، فعندما أرسم لوحة لابد أن أعيشها وأحس بها لكى اتفاعل معها .
ما هواهتمامك بالخط العربى ؟
أهتم بالخط العربى ودرسته على يد الأستاذ محمد إبراهيم وأحمد إبراهيم فى مدرسة الأسكندرية وقد استخدمت الخط فى لوحاتى مثلا جدارية المولد كتبت الطريقة الرفاعية والشاذلية وعند كتابتها استخدمت ألوان معينة لتعطى احساسا معينا والخط هو أساس الفن التشكيلى والخطوط هى عمل تشكيلى والفن التشكيلي عبارة عن طول وكتلة ومساحة وتكوين ولون وحركة، واستغرب كيف لا يسمى فنا تشكيليا وأنا أدعو أن يعاد تسميته إلى فن تشكيلى الخط .كلمة لمحبى الفن التشكيلى فى الوطن العربى
أتمنى لمحبى الفن فى الوطن العربى أن يكون لنا مشروع فلسفى يهتم بمحو الأمية التشكيلية والجزء المهم هو الإدراك العام ولا يوجد إنسان فى الكون كله لا يملك الموهبة وتكون متفاوتة من شخص لأخر وأنواع مختلفة مثل الموسيقى والباليه وأقربهم للنفس البشرية هو الفن التشكيلى لذلك أدعو محبى الفن التشكيلى إلى القراءة الجيدة وزيارة المتاحف والمعارض وإلى إعادة الرؤيا إلى الميادين بشكل عام وإلى استخدام الأليات لعمل برامج لخدمة الفن لتعيد صياغة الرؤيا الاجتماعية وكل بلد من الدول العربية تحديدا يملك تاريخ عريق لو تم استثماره سيكون فى متغير كبير جد وسينتهى الإرهاب الموجود وكل بلد فيها مساحة من المبدعين أعتقد تنتفى فيها فكرة العنف.
وأتمنى لكل محبى الفن التشكيلى زيادة المساحه لهذا فالفن ليس له جمهور ثابت يكون حالة غير مكتملة النمو وكل ذاق على مستوى العالم العربى أتمنى لهم زيادة المساحة داخل المؤسسات والطرق أعتقد ستؤثر على الطاقة الإيجابية للأسرة العربية والأسرية المصرية.