حوار (عرب 22) مع الفنانة التشكيلية هديل الحمدانية من سلطنة عمان
هديل الحمدانية، فنانة تشكيلية من سلطنة عمان، خريجة تخصص إدارة لوجستيات ونقل بدرجة البكالوريوس من كلية عُمان البحرية الدولية، الفن التشكيلي لديها موهبة من الله فلم تتخصص في الفنون التشكيلية ولم تنضم إلى دورات أو ورش تعليمية؛ ولكن مجرد تغذية بصرية ومن خلال تجربتها لعدة طرق في الرسم ومحاولات للتطوير من موهبتها إلى أن وصلت لأُسلوبها الخاص وهو الرسم الواقعي، حاصلة على عدة جوائز فنية والعديد من شهادات التقدير، شاركت في بعض المعارض المحلية وأقامت ورش فنية أولها ورشة الرسم على القماش وآخرها ورشة التلوين بالأكريليك وفن السكب في البرنامج الثقافي والفني لمركز أجيال الصيفي.اقتربنا من تجربة الفنانة هديل الحمدانية لتحدثنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عالم الفن التشكيلي. فكان لـ (عرب22) معها هذا الحوار :منذ متى بدأتْ موهبة الرسم تظهر ملامحها لديك؟ ومَنْ اكتشف هذه الميول عندك؟
في بداياتي كنت أحاول إعادة رسم الشخصيات والرسومات من مجلة (ماجد) التي كنت أقتنيها أسبوعيًا؛ ولكن لم أكن أعرف أنه يوجد شيء مميز في رسوماتي إلى أن وصلت لمرحلة الثانوي فقد كان يجب مني اختيار عدة مواد وكان من ضمنها مادة الفنون التشكيلية ومن هنا اكتشفت نفسي وقدرتي وشغفي في الرسم، أيضًا كانت زميلاتي ومعلماتي يبدين إعجابهن بالرسمات.
أي الموضوعات التي تحبين أن تعبري عنها من خلال الرسم؟
في العادة لا اُفضّل تقييد نفسي بموضوعات مُعينه فأنا أرسم كل شيء يُلهمني للرسم سواءً كانت شخصيات(بورتريه) أو طبيعة صامتة أو مواضيع تراثيه أو حتى حيوانات وحشرات لأنني وببساطة؛ أرى الجمال في كل شيء ، ولكنني أيضًا بين فترة وأخرى لا أرى مانع للتعبير بفرشاتي الرقمية عن مواضيع وقضايا تكون منتشره فمثلاً عند بداية جائحة كورونا رسمت رسمة تعبر عن تصدي ومقاومة الأطباء للفيروس، وأيضًا رسمت رسمة تعبر عن حرائق غابات أستراليا المُفجعة التي التهمت نيرانها ملايين الأشجار والحيوانات البريئة، وأيضًا رسمت رسمة لغيث الإماراتي صاحب برنامج اطمأن قلبي وأخيرًا رسمت رسمة للسلطان قابوس-رحمة الله-رثاءً وعزاءً بوفاته.
هل من لون يغريك أم هي ألوان مركبة؟
بشكل خاص يجذبني اللون الفيروزي فهو يرمز إلى الجاذبية والهدوء والصفاء ويشعرني بالبهجه لأنه لون من ألوان الطبيعة وأرى نفسي فيه، وبشكل عام بالتأكيد يوجد درجة لونية جميلة و تعجبني في كل لون، فكل الألوان تكمّل بعضها لتتناسق وتتناغم.
ما هي المادة التي تفضلين الرسم عليها ولماذا؟
جربت الرسم على مواد كثيرة منها الورق، لوحات الكانفس، الأكواب، القماش، آلة حاسبة، جدران، أحجار والرسم الرقمي والمكياج السينمائي على الوجه واليد وكلها كانت تجارب مميزه والأهم من ذلك أنني تعلمت كيفية التعامل مع كل سطح وخصائصه وما يميزه عن الآخر، ولكني حاليًا أفضّل الرسم على لوحات الكانفس بمختلف الأحجام لأنها أنسب سطح للتلوين بالألوان الزيتية وبسبب سهولة تأسيسها والاحتفاظ بها.
أول لوحة مكتملة رسمتها وشكلت أسلوبك الخاص؟
لوحة عيون واقعيه(وهج) مقاس ٢٠×١٥سم، زيتي على كانفس هي لوحة تعرفت من خلالها على أسلوبي الخاص بالألوان الزيتيه وهو الواقعي ومن بعدها سرت على نهجها، تأسرني التفاصيل الدقيقه وتلهمني للرسم إذ إنها تعتبر كتحدي لي لأن رسم أصغر التفاصيل ليس بتلك السهولة.
هل واجهتك معوقات أو صعوبات بداية انطلاقتك في هذا الفن؟ وما هي طبيعتها؟
لم تكن هنالك صعوبات تُذكر ولله الحمد بيد أني اكتشفت أن الرسم يحتاج إلى صبر كبير وتركيز عالي وثبات ودقّه خصوصًا عند رسم التفاصيل الدقيقة.
ماذا عن أقرب الجوائز لقلبك؟
الجائزة الأقرب إلى قلبي هي تلك الجائزة التي حصلت عليها عند مشاركتي في مسابقة الأندية للإبداع الثقافي 2021/ 2022، النسخة الثامنة فقد حصلت على المركز الأول في مجال الفنون التشكيلية على مستوى نادي صحار وتأهلت وفزت بالمركز الثالث على مستوى السلطنه وأطمح للأعلى.
شاركتِ في العديد من المعارض الفنية، حدثينا عن أهم هذه المشاركات؟
آخرها كان معرض فني للموسم الثقافي لعام 2022، والذي تنظمة دائرة الثقافة بالمديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة شمال الباطنة بولاية صحار شاركت فيه بلوحة جديده ( تِلاوة) مقاس العمل ٥٠×٧٠سم، رسمتها خصيصًا للمعرض وبدأت في رسمها قبل ٥ أيام فقط من المعرض وكانت بمثابة تحدي بالنسبة لي بسبب الوقت المحدود وحجمها والتفاصيل ولله الحمد نالت إعجاب الكثيرين.
من يلفت نظرك من الفنانين سواء المحليين أو العالميين؟
يلفت نظري الفنان المتقن للرسم الواقعي لأن في نظري من يتقن الرسم الواقعي يستطيع أن يتقن أغلب المدارس الفنية في الفنون التشكيلية، حقيقةً على المستوى المحلي تُبهرني وتُذهلني دقة وجمالية لوحات الأستاذ سعود الحنيني.
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
القراءة، حنجرة ذهبيه، الديكور، التطريز ، التأمل ،ولا أمانع من تعلم أو ممارسة هواية جديده لأن الهوايات تؤدي إلى اكساب مهارات ومعرفة كبيرة لنا من باب المتعة والتنفيس والتغيير.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
تطوير موهبتي أكثر من خلال المُمارسة وتعلم تقنيات جديدة للتلوين بالزيتي لأن الفن متجدد ومن التغذية البصرية والإطلاع، وأيضًا إنتاج الكثير من اللوحات التي تعبر عن أسلوبي الفني لإقامة معرض فني خاص بأعمالي ولوحاتي بإذن الله، وعمل ورش تناسب مختلف فئات المجتمع وللوصول لأكبر شريحه ممكنه .
أخيرًا، ما هو طموحك كفنانة ورسامة؟
لدي طموحات لا تنتهي ؛ أسعى دائمًا للتطوير من ذاتي وموهبتي ومقارنة مستوى رسمي الحالي بمستواي السابق؛ لذلك واحدة من أبرز طموحاتي الوصول إلى صف كبار الفنانين والرسامين على مستوى السلطنة والشرق الأوسط وصولاً إلى المستوى العالمي.