دكتورة فاطمة الزهراء الروبى ، أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة ، جامعة حلوان ، قسم الديكور ، لقبت بملكة الماركر ، وهو الأداة الأم التى بدأت من خلاله الأعمال الفنية التى تعتمد على أسلوب الاسكتش والألوان الأحادية ثم العمل بالألوان الزيتية بأساليب متعددة بنفس الاتجاه والمدرسة البادئة والمستمرة بها وتقوم معظم الأعمال الفنية على المناظر الطبيعية والحوارى ومناطق القاهرة القديمة لما فيها من قيم وثراء فنى ، أجرى موقع عرب22 هذا الحوار مع الفنانة المبدعة الدكتورة فاطمة الزهراء لنتعرف على مشوارها مع الفن التشكيلى .
فى البداية نود أن نعرف من هى الفنانة فاطمة الزهراء؟
خريجة كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان دفعه 1991، قسم الديكور ، شعبة العمارة الداخلية ، وحاليا أستاذ مساعد بقسم الديكور ، أمارس الفن التشكيلى منذ 5 سنوات إلى جانب العمل الأكاديمى .
متى بدأت الفنانة فاطمة الزهراء الدخول فى عالم الفن التشكيلى ؟ ومن شجعك عليه ؟
أهوى الرسم منذ الطفولة ، فى المرحلة الإبتدائية شجعنى عليها أفراد عائلتى وخاصة أمى وأبى ؛ ورغم أن أبى كان خريج كلية الشريعة بجامعة الأزهر إلا أنه -رحمه الله- كان دائم التشجيع ولأن جدى وخالى خريجى كلية الفنون التطبيقية كان تحفيزى للالتحاق بكلية الفنون الجميلة ، فكنت أشارك فى مسابقات الأطفال المحلية والعالمية والتى حصدت بها العديد من الجوائز وكان من حسن حظى دخول عالم الفن والاحتكاك بفنانين وأساتذة كبار ممن أثروا الحركة التشكيلية من خلال التحاقى بالكلية وبرغم أن التخصص يجمع مابين الفن والهندسة إلا أننى دائما حلمت بممارسة الفن التشكيلى الذى اكتشفت به نفسى .منذ أن كنت طالبة وأنا أجيد عمل الاسكتش وفى عام 2004 ، أجدت عمل اسكتشات فى رسالة الدكتوراه خاصة بشارع خان الخليلى بالقاهرة القديمة ولاقت استحسانًا كبيرًا من أساتذتى مما جعلنى أطور موهبتى واتقنها واتوسع فى أفكارى واضع خطًا عامًا أبدأ من خلاله العمل فى الفن التشكيلى .
بدأت عمل لوحات فنية كاملة تقوم على فكرة الاسكتش أوالرسم التوضيحى السريع بأقلام الحبر وأقلام الظل فقط ، فخلقت لنفسى منهجًا وأسلوبًا أصبح ثابتًا بمرور الوقت فأصبح لى نمط معروف حتى لقبت من بعض زملائي بملكة الماركر واعتز كثيرًا بهذا اللقب .
وحتى عام 2014 أصبح لى العديد من الأعمال التى اظهرت فيها الفن المعتمد على الخط والظل والنور الممتزج بالكتل والتكوين ثم تطورت الأعمال الفنية فأصبحت امزج القلم بالألوان المائية وأخيرًا تم دمجها بالألوان الزيتية وكانت دراسة الديكور عاملا أساسيًا فى اختيار الكادرات ووضع المضمون فى تكوين صحيح وإدراك لعلاقات الضوء والظل بالكتل .فى عام 2015 وفى ظل الانفتاح التكنولوجى قمت بانشاء صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك باسم فاطمة اسكتش ورفعت عليها جميع أعمالى الفنية ووجدت تشجيعا وجمهورا واعيا ومتلقى عالى الذوق يدرك أن الفن أساليب وأشكال ليس فقط ايقاعات لونية ولكن بالإمكان تذوق أعمال فنية تعتمد على فكرة اللون الواحد المونوكروم وهو الفكرة الأساسية التى تظهر وتقوم عليها جميع أعمالى.
بمن تأثرت من الفنانين العالميين ، أي أخذت منهم ، و استفدت من تجاربهم ، نود لو تعطينا فكرة عن ذلك . .؟
تعرضت من خلال دراستى إلى معرفة جميع الفنانين القدامى والعصور الفنية المختلفة والمدارس الفنية القديمة والحديثة وما بعد الحداثة ورأيت أعمالا عديدة للفنانين المعاصرين ولكنى لا أجد نفسى قد تأثرت مباشرة بأحد الفنانين فقد اوجدت لنفسى عالمًا خاصًا واتجاهًا احببته يشبهنى ويشبع نفسى .ألا ترى أن الفن التشكيلي يعاني عزلة في الوطن العربي ما هو السبيل لمحو أمية العين وأين يقف الإعلام من النشاطات التشكيلية؟ماهي أول لوحة لك ؟
حاليا أرى انتعاشًا فى الحركة التشكيلية بعد فترة من الركود فعادت تقدم الملتقيات الفنية والمسابقات والمهرجانات المحلية والدولية وظهر العديد من الفنانين على الساحه من خلال المعارض الفردية والجماعية التى تقام فى مختلف الدول العربية وتجمع بين المبدعين العرب وأصبح هناك اسماء واضحة على مستوى العالم العربى لكل منهم منهجه وأدواته المتعارف عليها.
لابد من وضع الفن التشكيلى فى خطة عمل الدولة والمسئولين عن الثقافة والفن للارتقاء بالذوق العام للمجتمع العربى والعمل على تنمية المواهب الفنية ودعمها من الإعلام وتسليط الضوء على الفن والفنانين وأعمالهم والدمج بين أعمالهم ومشروعات الدولة بما يتناسب مع الاحتياجات وأيضًا من خلال البرامج الحوارية والتثقيفية وتدعيم الأعمال الدرامية بالأعمال الفنية كما يجب الاهتمام بالمواهب فى سن الطفولة وعمل برامج توعية وتنمية لفهم أفكار واتجاهات الأطفال وسهوله تشكيل عقولهم حيث إن الأجيال القادمة هى ثروة المجتمع التى يبنى عليها التقدم والارتقاء.ماهي أول لوحة لك ؟
كان أول عمل لى يجد صدى لدى المتلقين ، لوحة لبارينا ترقص فى حركات حرة وقد كان ذلك حافزًا لى على ضروره اقامة معرض خاص وكان ذلك مشجعًا لى للمارسة الفن وتطويره.
ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدع عبر الريشة والألوان؟
الأماكن والبيئات القديمة تجذبنى وتثير دائما شغفى للرسم حيث أجد فيها قيمًا فنية وجماليات إبداعيه تتجلى فى العلاقات بين الكتل والظل والنور وأيضًا جماليات الخالق الأعظم فى الطبيعة وخاصة الطبيعة المائية وما تحمله من حركات وانعكاسات ضوئيه تثير اهتمامى جدًا.
متى تحبى أن ترسمى وهل هناك وقت محدد للرسم ؟
لا يوجد وقت محدد للرسم ، استطيع ممارسة الفن فى أى وقت فقط عندما تظهر أحد الأفكار الفنية بذهنى والتى اريد اخراجها ؛ فهو فن مزاجى يسيطر على حواسك ويخرجك من المشاكل الحياتية إلى عالم الخيال والإبداع بحرية مطلقة فالفن التشكيلى يحمل طاقة ايجابية وسعادة للفنانين والمتلقين.هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
بالتأكيد يوجد خط رابط فى جميع أعمالى وهو الأسلوب المتبع فى الأعمال الفنية من حيث الاختيار لموضوعات الأعمال الفنية إلى أسلوب تنفيذ هذه الأعمال والأدوات المستخدمة وطريقة الاظهار والذى يعتمد فى أعمالى على مجموعات لونية هادئة محايدة تظهر العمق والظل والنور والخط الذى دائما يتخلل جميع اعمالى.
ما هي مشاركتك في هذا الميدان على مستوى الفن التشكيلي في مصر ؟
إلى الآن تعتبر مشاركتى بالحركة التشكيلية قليلة حيث أننى قمت بالاشتراك ببعض المعارض الحماعية البسيطة ولكن أتيح لى النشر فى مجلة صباح الخير وهى مجلة فنية كما تم اقتناء عملين من أعمالى بوزارة الخارجية من خلال معرض اقامته الكلية للفنانين إلى جانب اقتناء العديد من صفوة المجتمع ومتذوقى الفن الراقى للعديد من لوحاتى.كيف تقيّمى الحركة الفنية التشكيلية في مصر ؟
نتمنى ازدياد وانتعاش الحركة الفنية فى الوطن العربى ووصول الفنانين العرب إلى العالميه فهذا بالتأكيد يغير الواقع إلى الأفضل.
ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى ؟
أتمنى يوما أن امتلك جاليرى خاصا يعرض به أعمالى وأعمال الفنانين وأن أكون راعيه لهذا النوع من الفنون التشكيلية الفنون المرئيه ذات البعدين وأتمنى أن اشارك فى المعارض الدولية وأصل بأعمالى إلى مستوى أفخر واعتز به بين الفنانين التشكيلين.أخيرا كلمة لمحبى الفن التشكيلى فى الوطن العربى
أتمنى أن يصبح تذوق الفن التشكيلى متاح لجميع افراد المجتمع بشكل واضح ورعاية أصحاب المواهب الفنية وهم صغار لكى يستطيعوا تطوير مواهبهم وتغيير نمط الأفكار وتهذيب العقول داخل المجتمع العربى وأن نرى أعمالا فنية فى جميع أرجاء الفن معبرة عن هوية وطبيعة مجتمعاتنا العربية.