جريمة نصف زرقاء….صابرين فرعون
صابرين فرعون، كاتبة فلسطينية، مواليد القدس الشريف، 1988م.حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها/ جامعة القدس- أبوديس، تخرجت 2010م.تكتب في المجال الأدبي: القصة، الخاطرة، النصوص السردية، المقال الأدبي والتربوي.عضو اتحاد الكُتّاب والأدباء الفلسطينيين.
صدر لها:
ظلال قلب، نصوص سردية، دار فضاءات للنشر والتوزيع/ الأردن، 2015م.
مرايا المطر، نصوص سردية، دار فضاءات للنشر والتوزيع/ الأردن، 2016م.
قلقلة في حقائب سفر، رواية، دار فضاءات للنشر والتوزيع/ الأردن، 2016م.
جريمة نصف زرقاء، مجموعة قصصية، دار فضاءات للنشر والتوزيع الأردن/ 2017م.
قالت عنها الدكتورة سناء عز الدين عطاري الأديبة والباحثة من دولة فلسطين:
“تعد القصة القصيرة جداً من أهم الأجناس الأدبية الحديثة التي ارتبطت بالتحولات المعاصرة السريعة والمرتبطة بالتطور التقني والعلمي والصناعي والرقمي، وقد تفرعت كما هو معلوم عن مجموعة من الأجناس الأدبية الأخرى كالقصة القصيرة والأقصوصة والرواية.
في إنتاجها الأدبي الجديد والذي بين أيدينا “جريمة نصف زرقاء” تخوض صابرين فرعون تجربة جديدة في الكتابة، وهي كتابة القصة القصيرة جداً، وخوض تجربة كهذه يحتاج إلى جرأة ومهارة، فهذا الفن الأدبي حديث نسبياً في العالم العربي بشكل عام وفي فلسطين بشكل خاص، ولم يأخذ مداه الكامل في الانتشار بعد.
وهي ككاتبة شابة وجدت في هذا الجنس الأدبي تعبيراً ملائماً لروح العصر وروح الشباب، بما تتميز به القصة القصيرة جداً من خصائص وميزات من أهمها خاصية السخرية الناتجة عن المفارقة الصاخبة، والانزياح المنطقي، وهيمنة الخلل العقلي، وانقلاب موازين القيم، وكذلك خاصية الإدهاش الناتجة عن الإضمار والغموض، والحذف والتخييل، وترك البياضات الفارغة. وخاصية الفانتاستيك من خلال التأرجح بين الغريب والعجيب، واستعمال خطاب التحولات الخارقة التي تعبر عن تداخل الوعي واللاوعي، وخاصية توظيف التناص.
والمتأمل لقصص “جريمة نصف زرقاء” يرى أنَّ هذه الخصائص متوفرة فيها، وأن الكاتبة نجحت في توظيف تقنيات كتابة القصة القصيرة جداً من حيث الجمل الفعلية القصيرة، وحضور عنصر الدهشة– قوة العلاقة بين العنوان والحبْكة والنهاية – واستعمال الجمل القطعية ذات النبرة القريبة من الحِكمة – اجتناب الشرح أو التوسع – وتنوع النهاية، واستخدام الرمز والإيحاء والإيهام والتلميح، وطرافة اللقطة، واختيار العنوان الذي يحفظ للخاتمة صدْمَتها، والاعتماد على الخاتمة المتوهِّجة الواخزة المُحيّرة. وقد عبرت صابرين بقصصها عن الذات والمجتمع”.
أبارك للكاتبة الشابة صابرين فرعون إصدارها الجديد ليكون إضافة جديدة للمكتبة الفلسطينية والعربية.
القصة الأولى
جلدٌ ينمو صباحًا
مصممة الرقص اللاتيني، كانت الليلة أميرةً على حلبة الرقص، تفيض أنوثةً ووحشية، بحركة انغيليفورم سبحت واصطادت فريستها، التهمت قلبه ودخلت وكرها تخلع جلدها.. بعد انتهاء العرض عادت للمنزل، وقفت على شرفتها في الطابق العشرين توضب أمتعة الحب الذي شغل حيزاً في تنسيق رقصاتها، وقررت أن ترقص “أكوا زومبا” للمرة الأخيرة قبل أن ترتمي في حضن سريرها البارد وإجراء تحديث بيانات الذاكرة وعملية Format!
***
القصة الثانية
الوجه الآخر للنصف الآخر
أخذ يُحطب شجرة العمر، يبحث عن النصف الآخر للأسئلة التي تتكاثر بيوضها وتُشنق قبل أن تفقس ويُضاف للامتحان سؤالٌ آخر “هل سيكون الجيل التالي من الإنسان أم أبناء الأُح والمح من ينقرض أولاً في هكذا حرب؟!”
قام فزعاً من نومه يتمعَّن شرايين يديه التي تفرّعت منها كلّ غصون حياته للحظة، فتأكد من أنه لم يبلغ النصف الآخر من ضفّة الحلم، تمدد مرةً أخرى ولم يطفئ النور، أملاً في عدم الوقوع في فخاخ اليقظة من نومٍ تمنّاه!!
***
القصة الثالثة
زفيرٌ لم يكتمل بعد
بعد أنْ نجحت خطّة الحاء والباء في طرد الراء ليرتاح الكون، بات التناغم السلمي محض صورةٍ معلقةٍ في مشنقة الفكرة التي طالما انتظرنا ولادتها!!
***
القصة الرابعة
عمى ألوانٍ أحادي الألوان
انزلقت راءاتٌ كثيرةٌ مشبعةٌ بأحلام البحر والزهر والمطر من مشاهد الفيلم باستثناء تلك الراء صاحبة أكبر جرائم البشرية “الحرب”.. ذلك الفيلم منح العمّ سام إجازةً قصيرةً للقيام بتمارين السكوات، وإدخال عناصر دمويةٍ على أفلام الأبيض والأسود!!
***
القصة الخامسة
انحباسٌ حضاري
كانت وصية الحمار الذي نهق للمرة الأخيرة: طلِّقوا لغة العقلاء من آذانكم، رؤوسكم صوانٌ والأرض خُزُقٌ، لعلها ترتوي ويُزهِر الربيع أخضر…
***