كتب / نبيل بالحاج
من الجماد، تلك الصخور الصماء، تنبعث ألوان الطبيعة والحياة ، التقيتها ذات يوم جميل ، تنسج لعالمها أحلي اللحظات على صوت كوكب الشرق ، تبعث في ذاك المنزل الرائع حياة تحفها الألوان وترصعها مشاعر تلك الفنانة الحالمة.
ليته كان لي متسع من الحب ، عفوا من الوقت حتى أكتب فيها أجمل القصائد بدلا من هذا المقال المتواضع ، هي الفنانة الرائعة مرهفة الإحساس وصاحبة القلب الطيب والأنامل الساحرة ، لطيفة بيدة جعلت من الفقد حياة ليست ككل الحياة فاستكانت لها الحجارة وخضعت لأناملها ونهلت من بحور الفسيفساء ما جمع بين موروث تاريخي ورؤى فنية خاصة تعالج فيها عدة قضايا إنسانية ، تغلبت فيها عن الزمن فلم يعد الوقت يعني لها شئ حتى أنها تقضي أغلب اليوم وهي تجانس وتعالج حجارتها ولا تكترث لذلك.
لطيفة بيدة ، لا تستطيع أن تعرف هويتها الفنية فهي رحالة بين مختلف المدارس ، هذا اليوم الجميل جعلني أكتشف عالم الفسيفساء الذي استهواني كثيرا.
السباحة ليست كالغوص ، هذا ما دفعني للإبحار في هذه الغياهب المظلمة فجذبتني تيارات تحفها الألوان قلّما تجدها في الصخور ، تناسق رهيب في كل الأعمال التي شاهدتها بين الفضاء واللون والشكل تسكب عليهم الفنانة رحيق مشاعرها الفياضة فتستوقفك الأعمال لزمن تخال فيه نفسك في حالة حلم ورديّ.
شكرا أيتها المبدعة لأنك ادخلتني هذا العالم وأهديتني من هذه الصخور ركنا طاهرا تركن له كل الأرواح المحبة للحياة والتائقة للسعادة.