تقوى السلمانية: وجدتُ الفن مصبًا للطاقة الفائضة الموجودة داخلي
الفنانة تقوى السليمانية، من سلطنة عمان، محافظة الداخلية، ولاية نزوى، برغم معاناة العالم من فيروس (كورونا) إلا أنه أظهر العديد من المواهب والمهارات ليس فقط في وطننا العربي؛ ولكن فى كافة أنحاء العالم، تقوى السليمانية من تلك المواهب التي أعادت اكتشاف مهارتها بالرسم والذي ابتعدت عنه لانشغالها بالدراسة، فبدأت الرسم مرة أخرى أثناء الحجر المنزلي لتخرج من حالة الفراغ المتعب التي مرت بها. اقتربنا من تجربة الفنانة تقوى السليمانية لتحدثنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عالم الفن التشكيلي. فكان لـ (عرب22) معها هذا الحوار :
بداية كيف تقدم تقوى السليمانية نفسها للقارئ؟
إذا قدمت نفسي (كفنانة) فأقول أنني (تقوى)، إنسانة وجدت الفن مصبًا للطاقة الفائضة الموجودة داخلها، لفوضى الأفكار العشوائية التي أرادت إخراجها ولكن بطريقة لا تؤذي ولا تشتت صاحبها.
كيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي؟
في سنوات الدراسة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة كنت أشعر أن تكاليف مادة الفنون التشكيلية تحدٍّ، رغم أن المعلم لم يكن يُشعرنا بذلك، لكن لا أعلم كنت دائمًا أعتبره تحديًا يجب علي إنهاؤه بأحسن تصوير، وفي كثير من الأحيان تم بروزة أعمالي وتعليقها في ممرات المدرسة وأحد الأعمال كان في مدخل المدرسة، رغم ذلك لم أكن أشعر بجدية الأمر، فقط أعمل على التكاليف، حتى في الثانوية لم أفكر باختيار مادة الفنون كنشاط، ونسيت الأمر إلى أن تخرجت ومضت السنوات وتخصصت في تخصص بعيد عن الفن وانغمست، حتى عام ٢٠٢٠، حين بدأ الفراغ يقتلني في فترة الحجر (فترة كورونا)، فعليًا الفراغ يدخلني في حالة من الاكتئاب، فكنت أجرب كل شيء حتى وجدت الفن يملؤني ويؤنسني، كنت بدأت بالرسم بالألوان الخشبية ثم الألوان الزيتية وكنت أقف لست ساعات على اللوحة بدون أن أشعر بالوقت، ثم بدأت بالفحم وهو الذي استقرت نفسي به إلى الآن .
لا أعلم كيف تعلمت الفن ووصلت لهذه المرحلة في فترة جدًا قصيرة رغم أنني أمارس الفن فقط في الإجازات، ولكن من هنا شعرت أن الفن قريب من مشاعري ولغتي، وأن لدي قدرة وطاقة وحبًا فيه مكنوني من التطور السريع، ولله الحمد.
أول لوحة مكتملة رسمتها وشكلت أسلوبك الخاص؟
إلى الآن أنا غير مستقرة على أسلوب معين، ولكن منذ أول عمل رسمته بالألوان الخشبية مرورًا بالألوان الزيتية ثم الفحم والرصاص، كل الأعمال أرى بها شيئا مشتركًا يتخذانه الفرشاة والقلم قبل أن أقرر، وهو الفوضى والضربات العشوائية الممزوجة بالهدوء والسكينة في الشعور أو النظرة التي يراها المشاهد في العمل، وهذا الأمر أظنه سيلازم أعمالي لأنه نابع من داخلي وذائقتي التي لم أخلقها بنفسي.
ما هي المدارس التي تأثرت بها تقوى السليمانية في مسارها الفني؟
تأثرت بالمدرسة الانطباعية، التجريدية، الواقعية، والتأثيرية.
هل واجهتِ معوقات في مسيرتك مع الفن التشكيلي؟
نعم بالتأكيد، أولها أنني طوال فترة الدراسة لا أتفرغ للفن وتقام في هذه الفترة العديد من المعارض والمسابقات والاجتماعات التي أدعى لها ولكن بسبب الاشتغال بالدراسة والتنقل من مسقط لنزوى والعكس، يمنعاني من المشاركة التي تلزم الفنان الحضور طوال تلك الفترة أو الذهاب إلى منطقة بعيدة أو إعداد عمل دقيق يظهر موهبته خلال فترة اشتغالي، فتفوتني العديد من الفرص.
شاركتِ في العديد من المعارض الفنية، حدثينا عن أهم هذه المشاركات؟
كما ذكرت سابقًا المعارض الفنية غالبًا تقام فترة دراستي وتلزم الفنان الحضور طوال أسبوع المعرض، لذلك رفضت العديد من المعارض، شاركت في معرض فني من تنظيم بيت الفن التشكيلي المقام في النادي الدبلوماسي، كانت تجربة جميلة تعرفت فيها على العديد من كبار الفنانين وتبادلنا الخبرات.
ما هو جديدك في عالم الرسم والتصوير؟
الآن، أحاول التمرس أكثر على فكرة الدمج بين الواقعية والانطباعية في أعمالي.
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
أحب اللغة والشعر والأدب العربي كله، علم النفس و القراءة عن الأمراض النفسية، القراءة في تفاسير القرآن، مهتمة بالشطرنج، الكتابة أحيانا، الطبخ، والزراعة أحيانًا أخرى.
أخيرًا، ما هو طموحك كفنانة ورسامة؟
الطموحات تأتي وتذهب، وكما قال لي أحدهم إن الحديث عن الطموحات يُشعِر المرء بتحقيقها فيتهاون عنها، حاليًا أحب أن أركز فقط على تطوير مهارتي في الفن، وأن تلمس الناظر إليها، وعسى أن يكتب الله لي خيرًا وتوفيقًا بشكل ما في المستقبل.