الفنانة التشكيلية صفاء حسين دشتي،درست الفن في بلدها حيث نالت بكالوريوس التربية الفنية من كلية التربية الأساسية بالكويت ثم سافرت إلى مصر للدراسات العليا في الرسم و التصوير (جامعة حلوان)،شاركت في عدد من المعارض المحلية و الخارجية مثل: ملتقى لندن الدولي للفنانين العرب و العالميين، ملتقى فيينا الأول للفن في النمسا، ملتقي القصبة الخامس بباريس، ملتقي عشتار الرابع للفنانين العرب في إسطنبول، ملتقى عشتار الثاني للفنانين العرب في مصر، معرض لمسات فلسطين القدس عربية و ملتقى بصمات التشكيليين العرب الخامس عشر بمصر.تستلهم صفاء دشتي الشعر والحلم و الأساطير بشفافية خاصة في الكثير من أعمالها. في هذا السياق يتبادر إلى الأذهان شعر أندريه بريتون (أحد أهم منظري المدرسة السريالية أو الفوق واقعية) بل و تي إس أليوت الساخر من سقوط الحضارة الغربية في براثن المادية التي نعاها في قصيدته “الأرض الخراب” التي أعتبرت نقطة تحول في الشعر الغربي بل و العربي الحديث خاصة في مقدمته التي استلهم فيها أسطورة ” سيبيلا “. تلك المقدمة المهداة إلى الشاعر عزرا باوند و التي تقول: ” رأيت ذات يومٍ بعينيّ سيبيلا في كومي في قفصٍ تتدلّى و الأولاد يسألونها: ماذا تريدين يا سيبيلا (الحسناء الرومانيّة التي تتوسط بين الألهة و الناس و التي منحها أبولو الخلودَ. لكنها وفقًا للأسطورة كانت تصغر تدريجيًا حتى أصبحت عجوزًا هرمة تتمنى الموت لآنها لم تطلب الشباب) فتجيب: أن أموت”. إن قوارير دشتي التي تقبع بداخلها الحسناوات الصغار و الحبال التي تتدلى لتنهي أو تنقذ حياة ما تفتح فضاءات واسعة للتأويلات لما تنضح به من رموز تتماهى بين أشكالها و ألوانهاالحالمة.
لقد تعاملت الفنانة خلال مسيرتها الحافلة بالإنتاج مع العديد من التقنيات و الخامات لاسيما تقنية الرسم بالكربون الناتج عن حرق الشمع و تقنية الفرشاة الهوائية. إنها تجنح إلى الموازنة بين الألوان الباردة و الحارة و تتخذ من الأسلوب فوق الواقعي سبيلاً للتعبير ليس عن نفسها و مجتمعها أو قضايا المرأة التي أولتها عناية خاصة و إنما قضايا الناس عامة لا سيما المتعلقة بالحرية، البيئة و العدالة الأجتماعية. إنها تصور كل هذه المواضيع و القضايا بحرفية ودرامية عالية مستفيدة في ذلك من معرفتها وخبرتها المتراكمة كفنانة ومربية. عن إنحيازها إلى هذه المواضيع و القضايا و الأسلوب فوق الواقعي أو “السريالي” الذي أشتهر به الفنان الإسباني سلفادور دالي، تقول:
“في يومنا الحالي الفن لا يريد استعراض للعضلات بل يريد رسالة موجهة بصورة صريحة. كل المدارس تم تصنيفها بالغرب لكن التعبير الفني في العمل لابد أن يكون نابع من الفنان نفسه. أحيانا يمتزج الشعرعند سماعه مع مخيلتي فيطلق العنان بالتفكير لمدى بعيد وكأنني أرى قصة حالمه بين الغيوم تتلون وتتغير أحداثها حسب رؤيتي لها. الأسطورة شئ من الخيال على أرض الواقع وهو رمزي يثبت لدى الطفل و يكبر معه”. أما كمعلمة تربية فنية فهى توجه رسالة إلى الأسر تفصح فيها: “رسالتي كمعلمة الحث المتواصل والتشجيع على إظهار موهبة الطفل وجعله حر في التعبير غير مقيد كذلك توفير المناسب من الإمكانيات الفنية المتاحه للطفل لكي يجعله سعيد في التعبير بالرسم.”