الفنان التشكيلى التونسى …نبيل بالحاج
قال بابلو بيكاسو: الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية،نبيل بالحاج يأخذ التفاصيل المستوحاة من الواقع ويقوم بصياغتها بشكل يجعله متميزا عن غيره ،وهبه الله موهبة وقدرة إبداعية هائلة .فنان مرهف الإحساس ،كان لنا معه هذا الحوار الممتع .
من هو نبيل بالحاج؟
نبيل بالحاج هو فنان تونسي متخرج من المعهد العالي للفنون والحرف بقابس، يعيش بأحواز ولاية صفاقس، يسعى إلى محاربة اللاإنسانية والتمرد على الجحيم كما يقول صديقي الكاتب “الفتحي العكرمي:” يسعى نبيل إلى إظهار الجانب الإنساني فينا من خلال إزدواجية (الحزن_السعادة) علّه يكشف الستار عن التوحش والألم ويعطينا جرعة من السعادة والأمل في ظل هذا الواقع المترهّل والمضطرب.
هل كان الرسم بالنسبة لك موهبة طورتها بمجهود شخصي أو موهبة طورتها بالدراسة؟
هل لك طقوس خاصة في الرسم؟
هل اختارك الفن ؟ أم أنت الذي اخترته ، وما قصتك مع الفن ؟
بمن تأثرت من الفنانين العالميين ، أي أخذت منهم ، و استفدت من تجاربهم ، نود لو تعطينا فكرة عن ذلك . .؟
هل أنت مؤمن أن الصورة أقوى من النص؟
كلاهما فن هادف ولكن الصورة هي الروح فإمكانها أن تكون صورة ونصا في الوقت نفسه كما يمكنها أن ترفق النص فتكمله فسيميولوجيا الصورة هي قراءتها من مختلف الزوايا والرؤى فيمكن لصورة أن تعطينا العديد من القراءات والنصوص…. إذا يمكن إعتبار النص هو وليد الصورة وإن كانت في المخيلىة فإنها تظل صورة.
بماذا تشعر بعد انتهائك من العمل الفني؟ وما هو العمل الأكثر قربا إلى قلبك؟ وما السبب؟
بعد إنتهائي من العمل أشعر كأنني طبيب جراح قام بإخراج مولود جديد ولكنه وكّله مهمة معيّنة في هذه الحياة فيبقى مدى فشل ونجاح هذه المهمة بيد هذا المولود بعد أن شعر ذلك الطبيب بالرضاء والسعادة بإنتهاء واجبه على أحسن وجه.. ولكن الفرق هنا فإن العمل الفني يظل دائما مقرونا بصاحبه وموَكَّلاً عليه.. إن أكثر الأعمال قربًا إلى قلبي هي تلك التي تحاكي الحزن أو الألم فأشعر وكأنني أذهب بهم نحو السعادة فأكون صوتهم المكنون الذي لم يستطع الخروج إلى العالم أو تم كتمه غصبا.
أنت كفنان كيف تسعى إلى تطوير مهاراتك؟
تطوير مهاراتي هو بالعمل المستمر والمواظبة، فتشعر وكأن فنك حيّ قابل للتطوّر مع تبادل الخبرات والأفكار مع الكثير من أهل الإختصاص بعيدا عن النرجسية والتعالي، ربما وقائع هذا العالم ومحدثاته تفرض علينا بعض التعديلات ولكن أرى فيها تطوّرا في العمل فتشعر وكأنك غصت أكثر في أعماق هذا الكون ومفاهيمه.
ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى ؟
مشاريعي القادمة في الفن التشكيلي هي بثّ الإنسانية في قلوب البشر بإعتماد إزدواجية (الحزن_الفرح) بلمستي الخاصة طبعًا إذ ما نشهده اليوم من “اللاإنسانية” يفرض علينا أن نكون رسل محبة وسلام ونحاول إعادة زرع الإنسانية في قلوب البشر.
كيف ترى واقع الساحة التشكيلية التونسية؟
بماذا تنصح الفنانين الشباب؟
أنصح الفنانيين الشباب بعدم الخضوع والخنوع ومواصلة التحدي فالفنّ التشكيلي في العالم العربي بات مثل حقل من المقاومة يناظل من أجل قيم إنسانية سامية… فمن لم تتوفّر له فرص العرض وإبراز العمل وإبلاغ الصوت اليوم ستتاح له غدا ولا ريب في ذلك مادام بالقلب نبض ومادام يقاوم.
كلمة أخيرة للقراء فى الوطن العربى المحبين للفن التشكيلى
وفى نهاية الحوار أحب أن أشكر الأخ والصديق أسامة محمد.وأقول له:” ٱن النجوم والكواكب علاوة عن سموّها ورفعتها وجمالها تظلّ نبراس وبوصلة توجّه العابرين عبر ممرات الزمن في العتمات والغياهب ولاريب عندي وعند كل إنسان عاقل يقدّر مجهوداتك وحرصك على الرقيّ بالساحة الفنية في العالم العربي والعالم أجمع أنّك أبرزهم وأفظلهم ولا تخشى زوالا ولا بوارا رغم كل محدثات الأمور. أشكرك من كل قلبي”.