الفنانة لمياء عوض: الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من كياني
تمزج الفنانة لمياء عوض بين الألوان الأكريلك وفن الكولاج الذي اتجهت له مؤخرًا لتكون قطعًا فنية غاية في الجمال، ذكرت لنا أنها متأثرة بحركة (البوب أرت) و (الستريت أرت) و تستهويها التشكيلات والألوان والأفكار لقرب هذا النوع من الفن من العامة و من حياتنا اليومية. لديها مشاركة في معرض (ولادة جديدة)، في شهر مارس مع مجموعة من الفنانين القطريين العالميين بالإضافة لمشاركتها في مهرجان قطر للفنون العالمية المقام في كتارا في شهر أكتوبر.كان لموقع عرب 22 هذا الحوار مع الفنانة لتحدثنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عوالم الفن التشكيلي بتنوعها اللوني والشكلي.
في البداية نود أن نعرف من هي الفنانة لمياء عوض؟
لمياء عوض، فنانة تشكيلية سورية، كندية، مقيمة حاليًا في قطر، درست الصيدلة و حصلت على الماجستير في العلوم الوراثية كوني مهتمة بعلوم الجينات و الوراثة بالإضافة إلى موهبة الفن التي هي جزء لا يتجزأ من كياني و التي عملت عليها منذ الطفولة و طورتها من خلال الدورات و التجارب و الأبحاث.كيف بدأت رحلة الرسم؟ ومن ساعدك في ذلك ؟
بدأت بالرسم منذ سن صغيرة جدًا حتى قبل أن أتعلم الكتابة وكانت معاناة الأهل التي دائمًا ما نضحك عليها الآن بأني كنت أرسم كل ما أراه أو أفكر به على جدران المنزل التي ملأتها برسوماتي.
و التشجيع و المساعدة الحقيقية أتت من أساتذة الفن و الرسم في مختلف المراحل الدراسية. فمنذ المرحلة المدرسية كانت أستاذة الرسم ترى شيئًا مميزًا و مختلفًا في و كانت تنبه أهلي إلى تلك الموهبة الفطرية و دائمًا ما كان أساتذتي يدعونني للمشاركة في المعارض و الفعاليات الفنية التي تناسب عمري في كل مرحلة.ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدع عبر الريشة والألوان؟
إحساس الفن يأتي من عدة مصادر، و أول ما فكرت فيه هو الجمال؛ الجمال الذي نراه في أصغر التفاصيل من البيئة المحيطة بنا و مصدري الأخر هو أسئلة وجودية تدور في ذهني و أحاول مقاربتها من خلال الرسم و قد تكون حالة وجدانية معينة شخصية أو أثرت بي بطريقة معينة .هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
أستطيع القول أن الخط الأساسي الذي يربط مضامين أعمالي هي استخدام الألوان المتعددة، المتضاربة و القوية في محاولة للتعبير عن تفاعلات الأفكار و التجارب الإنسانية في تطوير الذات و البحث عن إجابات في محاولة لفهم الذات البشرية.ما هي المدارس التي تأثرت بها لمياء عوض في مسارها الفني؟
لقد اختلفت المدارس التي تأثرت بها مع اختلاف المراحل و أظن أن هذا تطور طبيعي لكل فنان. كما أظن أن جميع المدارس أو الأعمال الفنية تكون مصدر تأثر و وحي و تفاعل وتبقى في عقلنا الباطن كمخزون فني ( بالرغم من ميلنا كذوق شخصي لنوع معين من الفن).
و لكن في المرحلة الراهنة أظن أني متأثرة بحركة (البوب أرت) و (الستريت أرت) وتستهويني التشكيلات والألوان والأفكار وكذلك قرب هذا النوع من الفن من العامة ومن حياتنا اليومية.من هو الرسام العربي أو العالمى الذي أثّر بكِ كثيرًا على المستويين الشخصي و الفني؟
قد يخطر ببالي العديد من الأسماء لفنانين عرب و عالميين و لكن أول اسم حضرني هو (بيكاسو) الذي كلما شاهدت أحد أعماله تبهرني الألوان و الطبقات المتعددة التي يتلاعب بها ببراعة، كذلك التشكيلات الغنية عن التعريف الخاصة به و التي كما نقول تجعلنا نفكر خارج الصندوق و تفتح لنا مجالات عديدة لمقاربة الفكرة و التشكيل من زوايا مختلفة.
كيف تقيّمى الحركة الفنية التشكيلية في سوريا ؟
أشعر أن السؤال كبير جدا علي فمن أنا لأقيم حركة فنية عظيمة مدعومة بإرث حضاري و تاريخي عظيم و غني جدا مثل الحركة الفنية التشكيلية في سوريا. و لكن ما يمكنني قوله أن سوريا بجغرافيتها و غناها الحضاري و التاريخي كانت بيئة مناسبة لولادة العديد من المبدعين من شتى مجالات الفن، و الفنانين السوريين معروفين و مقدرين في كل الوطن العربي و حتى عالميا و أنا فخورة بهم و فخورة بأن أنتمي لهم و أحمل كل التقدير و الاحترام لكل مبدع سوري الذي و بالرغم من كل الظروف التي يمر بها بلدنا الحبيب، لا زال يبدع و يساهم في اظهار الوجه الحضاري لهذا البلد العريق.ماهي أهم المعارض المحلية و الدولية التي شاركت فيها ؟
كل معرض شاركت به له مكانته في قلبي و في مسيرتي الفنية و لكن ربما أذكر معرض (انتقال) الذي أقيم في كتارا- الحي الثقافي في قطر و كان برعاية سفارة دولة المكسيك في قطر و التفاعل الكبير من قبل أعضاء الوفد الدبلوماسي و الحضور الثقافي المتنوع مع أعمالي و إعجابهم بخطي الفني و هو شعور جميل.
هل حققت الفنانة لمياء ما كانت تتمناه في الفن التشكيلي؟
لا أظن أن أحدا من الفنانيين قد يجيب بنعم، و أنا أيضا أظن أنني أملك الكثير من الطاقة الفنية و الإبداعية التي هي بحاجة للوقت لتترجم لأعمال فنية، كذلك من الناحية التقنية أتفاجأ بأنني و مع كل عمل جديد تعلمت و اكتسبت مهارة جديدة تزيد من خبرتي و قدرتي التعبيرية. الفن بحر كبير و هنا تكمن جماليته بأنك يمكن أن تتعلم كل يوم.
ماذا عن هواياتك الأخرى ؟
لدي هوايات في مجال النحت و الكتابة و لكن أتمنى أن يكون لدي وقت أكثر.
ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى؟
هذه السنة ستكون مليئة بالمشاركات في معارض محلية مختلفة أذكر منها ما تم تأكيد موعده في شهر مارس لدي مشاركة في معرض (ولادة جديدة) مع مجموعة الفنانين القطريين العالميين بالإضافة لمشاركتي في مهرجان قطر للفنون العالمية المقام في كتارا في شهر تشرين.أخيرًا إلى ماذا تطمح الفنانة لمياء ؟
أطمح على الصعيد الشخصي أن أطور نفسي دائمًا و أسعى لأكون مثالا جيدًا لأولادي وأن يكونوا أفرادًا مستقلين و متصالحين مع أنفسهم و محبين للأخرين. و أطمح على المستوى الفني أن أبقى دائمًا حقيقية و متواصلة مع ذاتي و متناغمة مع أفكاري في كل أعمالي الفنية حتى تصل بصورة صادقة و تحرك شيئًا في مشاعر أو أفكار المشاهد، كما أطمح أن تتاح لي فرص أكبر لعرض أعمالي في أماكن مختلفة و لجمهور أكبر.