تلمس فى الحياة أحلامًا تتجسد فى المنام، حيث تحوطنا بغلالة من ألوان تتغلغل فى أعماق الوعى وتشكل تضاريس الإحساسات والعواطف، بل تؤطر أنماط تفاعلاتنا مع الأشياء والأماكن والأشخاص فى عالم الواقع، عالم الأحلام عالم حلو جميل، يأخذك من الحياة ليعيدك إليها وقد ولدت من جديد وصرت شخصًا أخر.
فى لوحات المبدعة دكتوره” روان العليان ” أشد ما جذبنى فيها لوحات الحلم، لوحات تمتزج بألوان من نور وخطوط من مشاعر، وضربات فرشاة من القلب، ولهذا فإنها تصل لقلب من يراها ويطلع عليها.إننى توقفت-عزيزى القارئ- أمام عدة لوحات هزتنى، حيث وجدتنى أدلف منها إلى عالم فيه لون الموج اللون الأزرق، ففى لوحة رائعة، نرى فيها حوريتين فى أعماق الموج اللون الأزرق والذى يشكل خارطة اللوحة، الحوريتان جميلتان لا تريد عيناك أن تتركهما، إن درجات زرقة الموج تفكرنى بدهاليز الحلم الجميل فى لوحة أخرى نرى الحوريتين تقتربان ونجد اللون الأزرق هو اللون البطل فى اللوحة بكل ماله من مزاياه لا نرى فى هذه اللوحة الأخيرة ملامحًا لبطلتى اللوحة بل نحس بحالة فنية تتفاعل فيها بطلتى اللوحة مع درجات لونية تمتزج فى أعلاها وكأن هناك تصاعدًا لعالم أثيرى جميل .
فى لوحة ضمت المرأة والحصان، نرى تشكيلة اللون وتكامل النظرات بين المرأة رمز الجمال والوردة التى تزين شعرها مع وجه الحصان وشعره ونظرته .الألوان فى اللوحة معان تتماوج وتنساب مع انسياب شعر الحصان وشعر المرأة، إننا أمام سيمفونية ذات حركتين، المرأة والحصان، سيمفونية تدق على أبواب القلب حيث نرى الجمال والرشاقة والتفاعل الداخلى .
ولا تترك الفنانة المبدعة دكتوره “روان العليان” الخيل، حيث نراها تظهر فى أكثر من لوحة، فالخيل رمز الفخر العربى، جزء من التراث، أداة الفتوحات الإسلامية .لا تتوقف الفنانة عن الخيل بل تخلق فى اللوحات حوارًا يستبطن أعماق الخيل لنلخصها فى كلمة واحدة ألا وهى “الشموخ” .
أجدنى فى عالم الحلم ألتقط، لفتة عبقرية من الفنانة التى تخلق مما حولها موسيقى لوحة، حيث نراها تخلق من لون القهوة صورة امرأة، نراها ونحس أننا هناك معها ندخل إلي عالمها ونحن نناديها أن تلتفت إلينا ونحن خلفها لنلقي عليها التحية فقط . لقد أبدعت الفنانة أيما إبداع فى هذه اللوحة العميقة بلون القهوة، لون الانتظار إن جاز لنا هذا التعبير، ولا أدرى هل استخدمت الفنانة القهوة ذاتها كلون فخلقت وأبدعت أم استخدمت لونًا يشابه لون القهوة ويتضافر معها.
فى لوحة أخرى، تأخذنى لعالم الحلم، أجد شخصًا يتشكل تكوينه من كلمات، ويمسك بفرس يريد أن يهدئ منها وفى اللوحة سماوات زرقاء، غليان للألوان من أسفل حيث نحس بزخم الموقف وتصاعد الصراع من أسفل اللوحة إلى أعلاها. إن تدرج اللوم فى هذه اللوحة تصاعد للحالة النفسية وتوترات أجزائها حتى نصل إلى الأعلى حيث السماء الزرقاء التى تتلبد ولكنها أقل غليانًا من أسفل اللوحة . قلب اللوحة حركة ولانزال ونحن ننظر إليها نريد أن ينتهى الموقف على خير. إننا أمام اللوحة الفيلم أو اللوحة القصة إن جاز لنا هذا التعبير، فهى عمل فنى متكامل.
تتنوع إبداعات الفنانة المبدعة، حيث نرى البورتريهات لكبار الشخصيات ونجد هالة الضوء تخرج من عمق اللوحات، ونحس فى التفاصيل والملامح ذات الفنانة التى تخلق من الظل والنور لوحات معبرات تتوقف أمامها طويلا وتحس أنها ستبقى على مدار الأيام كإبداع خاص ومتميز .أتمنى في هذه العجالة القصيرة، أن أكون قد ألقيت الضوء على جوانب من إبداعات الفنانة الدكتوره “روان العليان” التى تبدع حين تقدم لنا لوحات متميزات تأخذنا لأطراف عالم الحلم وتغوص بنا فى الواقع وتمس التاريخ وتستشرف المستقبل فى البورتريهات التى ترسمها، إنها فنانة يمتد عطاؤها مع الماضى ليمس الحاضر وينطلق إلى المستقبل ونحن فى إعجاب يزداد علي الدوام من إبداع متميز ومؤثر يخاطب القلب والعقل والروح، فألف شكر وتحية لهذه الفنانة المبدعة .