تجربة الفنانة جيهان فايز تعيد حسابات المنظور البصري ومفهومه في اللوحة، كثيرَا جدًا من المتعرضين للنقد البصري في لوحة الفن المعاصر يجنحون إلى التفسير البصري الخارجي وإلي السيرة الذاتية للفنان أو الفنانه؛ ربما لتقويل العمل أو تحويله إلى قصة أو حكاية،و قليل جدًا منهم يتعاملون مع النص البصري بشكله و عمقه على أنه نص وجداني خالص من الشوائب المحكية وإن الرواية البصرية تختلف في آلياتيها ومدلولاتها عن لغة الكتابة وأنها حالة خاصة جدًا.
أعمال الفنانة د/ جيهان فايز هي نص بصري مرتبط بحاله وجدانية بحثية شديدة الدقة،كما أنها حاله بصرية مزاجية بجدارة وامتاع فحين تصمت و تختفي فلا تسمع بعينك لغة ألوانها ..ولم تشاهد بأذنك حوارها الجاد فتشعر بأن الأماكن بلا رائحة وحين تحضر ألوانها تشعر بحضور الصدق ،حوارها الجاد هو حوار متجدد في بناء شكل العمل، آلية الإبداع و طاقة الدهشة، في عينها لمعة هي بريق داخلي يعكس صدق الحالة الملونة أمامك نعم هم قلة من يتحكم فيهم المزاج التصويري مثلها ؛و كثيرًا عكسها مما يتصنعون المزاج فتخلوا أعمالهم وحياتهم منها واهمون المتلقي بذلك وللأسف المتلقي في العالم العربي أصبح يدمن الغش ويعشق الخداع .
لجيهان فايز آليات مختلفة؛ تملك وعي شديد تفصل بين العشق والخداع،الصدق والغش الجدية و القشور، في تجربتها التي استمتعت بها اليوم مزاج آخر مختلف، صدق جديد مضاف إلى الرصيد من تجارب ممتعة، في تجربتها التي استعرضها اليوم حالة مهمه جدًا تؤكد جمال فطرة ارتباط الإنسان بأرضه أولا فبرغم أني أرى العمل عبر مسافات قطعها النت بديلا للطيران إلا أني أشاهد العمل أولاعبر حاسة الشم المهمة، وهي الحاسة التي يتجاهلها معظمنا في لحظات كثيرة .مع أنها المدخل لمعظم العلاقات الحسية أشم رائحة الأرض في تلك العلاقات الحسية في استخدامها الألوان الترابية بدرجاتها المختلفة. ثم تضيف اللون الذهبي وكأنه يرسم طريقًا تستنهض منه النور و الأمل لتمشي فيه .
لكن ما يدهشك وهي ترصع طريقها بالنور بالذهبي رمز الأيقونة وصليب عدل الحكمة الذهبي سر البقاء ورمز تابوت توت عنخ أمون الذهبي هو رمز الجمال في عملها هذا أوهذا المشروع لكن هناك شئ أخر؛ حالة الإشارات والرسوم الفطرية،رسوم الكهوف ونقش حنة الطريق هذه الرسوم التي تذكرنا ببحث الفنان الفرنسي القدير دبيفه دون الاقتراب منه، فنانة مهمة جدًا في وطن لايحب المهمين ولا الصادقين و مهرجان عالم عربي تحابى الضعفاء من أجل ترسيخ هزيمة مصر ثقافيًا.
باريس/ عبدالرازق عكاشة