الفنانة التشكيلية علا الأيوبي: رسالتي هي المحبة والخير والسلام العالمي
علا الأيوبي فنانة تشكيلية، من سوريا، عضوة بنقابة الفنانين السوريين، أقامت العديد من المعارض الفردية فى دمشق، الكويت، السعودية، قطر، أمريكا، كما شاركت فى الكثير من المعارض الجماعية فى العديد من البلدان العربية والأجنبية.اقتربنا من تجربة الفنانة علا الأيوبي لتحدثنا حول بداياتها الفنية التي انطلقت منها إلى عالم الفن التشكيلي. فكان لـ (عرب22) معها هذا الحوار :
بداية كيف تقدم علا الأيوبي نفسها للقارئ؟
أقدم نفسي كفنانة أو إنسانة وخلاصة كل ما مر بي من تجارب وأفكار تدور في رأسي وما حصلت عليه من ثقافة أو ثقافة من حولي من خلال لوحة أقدمها للمشاهد؛ لتمثل ما أتبناه أو أرفضه ولربما أي حلم أو هدف أسعى لتحقيقه وأترك للمشاهد المتعة والحرية بمعرفة مايريد معرفته عني أو عن لوحتي.
كيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي؟
منذ أن كنت في السادسة من عمري وأنا أرسم؛ حيث رسمت وجوه أغلب المدرسين وأصدقائي أيضا، كان يلفت نظري الوجه أكثر من أي شيء أخر؛ نظرًا لرغبتي في قراءة شخصيات وأفكار من حولي، درست الرياضيات بدلا عن حلمي في الدراسة بكلية الفنون بناء على رغبة أهلي ورفضهم لها؛ ولكن لم يكن شيء ضار لي وبالعكس فقد أضافت لي الكثير من المعرفة وجعل شخصيتي أكثر توازنًا من قبل فحققت المعادلة بتوازن المنطق والعاطفه معًا ووظفتهما في لوحاتي وفي مسيرة حياتي؛ ثم درست في معهد للفنون بدمشق وإضافة لمجهودي الشخصي والبحث الدائم لإثبات هويتي كفنانة.
أول عمل رسمته وقيل لك أنت فنانة.. و من خلاله تم الاعتراف بموهبتك كفنانة تشكيلية؟
أسمع النقد أو المديح لأعمالي ولا ألتفت له مطلقًا كما كانت بدايتي؛ مجموعة من الأعمال قدمتها عندما كنت طالبة في معهد الفنون تعجبهم؛ ولكن لن ولم يعترف المدرس لطالب عنده أنه فنان أو حتى مشروع فنان على العكس سيكون عامل لتأخير وصوله ووضعه ضمن قالب تعليمي بحت لا تطوير فيه فلا شروط في الفن ولا قوانين، اللوحة فهمها أصعب من فهم الموسيقى فلا قرار لأحد سوى نفسي التي تنقد لوحتي بشكل مستمر حتى توصلني لحالة الرضى وهذه المحاكمة الذاتية يفتقر اليها الكثيرون مما يضعهم في حاله التكرار الممل وحاله التوقف عن الإبداع أو تطويره رغم أني أحب أن اسمع القراءات المختلفة للمشاهدين وطريقة تفكيرهم عندما يتأملون لوحتي ويجدوا تفسيرًا مختلفًا لألوانها أو رموزها، خطوطها، حسب ثقافتهم وتجربتهم.
ماذا تمنحك الألوان، أخبرينا عن فلسفتك الخاصة في التعاطي مع اللون.! وما هي الألوان التي تجذبك في الرسم؟
لا أعرف صراحة كيف ولماذا اخترت هذا اللون أو ذاك على الأغلب، إلا إذا كان اللون مقصودًا كما فعلت سابقًا حيث كانت ألوان اليد بيضاء دلالة على عمل البراءة والنقاء وحب الخير، أشعر غالبًا أني مشبعة باللون الأخضر وهو الأخطر وجودًا في اللوحة إذا لم يتم وضعه بدراسة؛ ولكن هذا اللون يغلب على معظم لوحاتي ربما لأني أعشق الطبيعة الخضراء وأجد راحتي فيها على هذا الكوكب حيث لانعرف للشر معنى، لا وجود لصراع البقاء بيننا نعيش مع كل مخلوقات هذا الكوكب بحب و سلام فلا وحوش غابة ولا فريسة ولا حروب لأجل الأديان ولا بيوت تهدم ولا تراث يدثر، لاتعرف قلوبنا خوفًا من ظالم ولا غادر ولا ألم يصيبنا من مرض ولا نخاف من موت يفرقنا عن أحبتنا. لا شيء سوى الحب والسلام، وكأنك ترقص مع أنغام موسيقى تحت الماء ..وتطير الأسماك فرحًا في يوم ربيعي أخضر …!
ماهي رسالتك التي تسعين لايصالها للعالم من خلال لوحاتك الفنية؟
كان هذا حلمي ورسالتي الأخيرة من خلال معرضي الأخير في جاليري (البوشهري) في الكويت وأي معرض سيكون مستقبلاً من المؤكد لا يخلو عن تضمينه فكرة الحب والسلام وهذا ما أحتاجه وأبحث عنه.
كونك مقيمة حاليًا في الولايات المتحدة الامريكية، كيف ترى مستوى الحركة التشكيلية هناك؟
الحركة التشكيلية الفنية الأمريكية لا تروق لي صراحه وخاصة محاولة تسخيف الفن لحد البساطة المفرطة، ولم أجد شيئًا جديدًا في مجال اللوحة تحديدًا؛ مجرد تكرار وتقليد، أعتقد ومن وجهه نظري وبكل فخر أن الفنان العربي يملك إحساسًا أقوى وأعلى في اللون، الفنانون العرب يستحقون الدعم والتقدير أكثر من غيرهم وبحاجة للدعم من الجهات الراعية للفن؛ لنثبت هوية عربية فنية لنا وأيضًا لفت انتباهي المتلقي العربي يستطيع قراءة اللوحة وحبها بصدق أكثر من الجمهور الأمريكي، رغم تحفظي على حالة عدم التعميم مائة بالمائة.
ما هي المدرسة الفنية التي أثرت على نهج أسلوبك الإبداعي ؟
لم أدرس الفن أو أعتمد عليه بشكل أكاديمي وحاليًا أتجنب متابعة الفنانين قدر الإمكان خوفًا على نفسي من التأثر؛ لكن أسعى بمجهودي الخاص والفردي من خلال نقد الذات المبني على قواعد وأسس اخترتها للوحتي؛ لأن الفن كما تعلم إذا لم تضع بصمتك الخاصة أو تنتج عملا مختلفًا عن باقي الفنانين فلا قيمه له، وفي النهاية لابد من تصنيف أعمالي وبشكل جزئي لأي مدرسة تنتمي؛ وأنا أقول لربما مجموعة من المدارس كالتعبيرية والرمزية و التجريدية والسيريالية وغيرها من هذا الخليط الجميل.
ما الصعوبات أو التحديات التي واجهتك وتواجهك اليوم؟
الصعوبات التي تواجهني اليوم كثيرة كانتشار السوشيال ميديا وسهولة سرقة أو تقليد الأعمال أو الأفكار إضافة للتنافس الضخم بين الفنانين و عدوانيتهم للوصول للشهرة والفنان صاحب المنصب والمال والذي يملك العلاقات المناسبة هو الأكثر سهولة في تحقيق حلمه بالوصول و إضافة حالة لا وجود للقوانين لتحكم في الفن مما يسبب حالة اللا عدالة في الفن وأيضًا صعوبة معرفة وفهم العمل الفني من عامة الجمهور المتلقي وحتى ضعف خبرة وثقافة الإداريين المسؤولين في مجال الفن.
شاركتِ في العديد من المعارض الفنية، حدثينا عن أهم هذه المشاركات؟
لكل معرض أهميته وطابعه الخاص حيث كانت لي تحارب مختلفة في العديد من الدول إنطلاقًا من دمشق ثم الكويت والسعودية وقطر وأمريكا؛ حيث قدمت معارض بعناوين مختلفة كـ (بصمة وجه) و(ثورة الربيع) و(فاكهة الجنة)، واخيرًا (موسيقى تحت الماء)، أحببتها جميعًا وأتمنى أن تكون محطتي القادمة في مصر.
ما المعرض الجديد الذي تستعدي له حاليًا، وما فكرته العامة؟
عندما أبدأ بالعمل تتوارد الأفكار واحدة عقب الأخرى وتتراكم لتزدهر وتثمر فكرة لمعرض جديد ومن خلالها أكمل بحثي عن بقية الأعمال بناء على الفكرة المختارة وفي الوقت الحالي بعد معرضي الأخير (موسيقى تحت الماء)، لازلت في حالة بحث عن الجديد. ولربما هناك مشروع للعمل المتناغم مع بعض القصائد لشاعر تتمحور حول أسطورة.
ماذا عن هواياتك الأخرى غير الرسم؟
هواياتي أو كل ما أحبه؛ كله موظف لخدمة الفن، فأحب قراءة الشعر، سماع الموسيقى أو مشاهده الأفلام أو المشي بين الطبيعة؛ لتلتقط عيني أو كاميرتي لوحات أو صور تخدم لوحتي لاحقًا.
ماهي رسالتك التي تسعين لايصالها للعالم من خلال لوحاتك الفنية؟
رسالتي هي المحبة والخير والسلام العالمي للجميع.
أخيرًا، ما هو طموحك كفنانة ورسامة؟
طموحي كفنانة ومثل أي فنان أن يبقى اسمي ويذكره التاريخ.