الفنانة داليا الليثى، حاصلة على بكالوريوس كلية الطب ثم علي ماجستير طب الأطفال ،جامعة بنها ، استطاعت فى فترة وجيزة أن تحقق حلمها وموهبتها التى وهبها الله إياها ؛وبالإضافة إلى أن داليا الليثى طبيبة أطفال ناجحة،استطاعت أيضا أن توازن بين عملها كطبيبة للأطفال وبين عشقها للفن التشكيلى، أتخيلها وهى تمسك سماعتها للكشف على الأطفال وكأنها فرشاة تضعها على صدر الطفل المريض تحركها بكل حب وعشق.كان لموقع عرب 22 هذا اللقاء الممتع مع الطبيبة الفنانة داليا الليثى التى لم تتخل عن البالطو الأبيض ولا الفرشاة .
في البداية نود أن نعرف من هي الفنانة داليا الليثي؟
د.داليا الليثي فنانة تشكيلية وطبيبة أطفال مصرية أعمل بدولة الكويت الشقيقة .
متى بدأت الفنانة داليا الليثي الدخول فى عالم الفن التشكيلي ؟ ومن شجعك عليه؟
موهبتي بدأت منذ الطفولة مع الرسم بالبيت والمدرسة وكل مكان كنت أذهب إليه ، وكنت أتمني الالتحاق بكلية الفنون الجميلة؛ لكن لم ألق التشجيع لذلك ممن حولى من أسرتى وقدر الله أن التحق بكلية الطب وأكمل مسيرتي العلمية والعملية بدارسة الطب وماجستير طب الأطفال والعمل بتخصص طب الأطفال. ولكن الموهبة لاتندثر أبدًا وما تزال حتي تتفجر انفعالاتي وإصراري علي إصقالها عن طريق دراسة الفن دراسة خاصة والالتحاق بعدة دورات فنية بمصر ودولة الكويت .
أنت الآن فنانة مشهورة ومعروفة محليًّا وخارج البلاد .. كيف وصلتِ إلى كل هذه الشهرة؟
البداية كانت الهواية وحبي وارتياحي لما أحس به فأنا أولاً وأخيرًا أرسم لنفسي وما يترجم لغتي وفكري وأحلامي وخيالي وليس عملاً ميكانيكًا بهدف الاتجار أو الانتشار الغير مرغوب ؛ طبقًا لمعايير وضعتها قواعد ضابطة لنفسي.
أما فيما يتعلق بالعالمية ،فمازلت أطرق أبوابها بتأني وهدوء وكان لجانب التواصل للمنافسات ومسابقات الفن التشكيلي عن طريق الميديا والنت دور مهم . كما أني اشتركت بعدة معارض فنية بدولة الكويت ومصر.
مشكلة فهم اللوحة أو غموضها بالنسبة للمشاهد ما دور كل من الفنان والمشاهد فيها؟
تلك مسألة لايجب وضع أسوار لها فكل مشاهد يحس ويقرأ اللوحة من زاوية رؤيته وإحساسه ومزاجه العام وخصوصيات دفينة قد لا يستطيع التعبير عنها فيكفي إحساسه بها ولا يجوز الحجر علي رؤيته ولا الحجر علي تطلعاته للوحة فهذا كمن يفرض سجنًا للخيال.
أما بالنسبة للفنان فعندما يمسك فرشاته وألوانه فإنه يفك قيوده ويتحرر من قوانين الأليات إلي فسيح الحرية والخيال والرغبة وليس سابقًا بفكرة مكتوبة أو محددة .
الرسم عبارة عن موسيقي معزوفة تحكي قصة كاملة. فقط باللحن و الخيال،والأديب أيضا وكذلك الشاعر كل له لغته اللا محدودة قد يحس الرسام بشئ معين أثناء الرسم وقد يجد معان أخري كثيرة ومتعددة خارج حدود ما قصده….لا عجب إنه جنون الفنون.!هل حققت الفنانة داليا ما كانت تتمناه في الفن التشكيلي؟
بالطبع لا.. مازال الطريق طويل أمامي لمزيد من التعلم والاستفاده من الخبرات والتقنيات المتعددة وما زال بداخلي الكثير لم استطع التعبير عنه حتي الآن ، فالفن خيال وحلم متجدد لايتوقف عند مرحلة ولا عدد ولا جوائز. بل تنتهي عند إحساس الفنان بالشبع أو التخمة الفنية لأنه في تلك الحالة قد عدم الخيال وتحجر الإحساس فبات عقيمًا .
هل انعكست دراسة الطب على منجزات داليا الليثى؟
بالتأكيد دراسة الطب والعمل به يثري لدي الفنان حساسية وإدراك وتتسع لديه زوايا الرؤية الصادقة لأنه قريب من أغوار النفس البشرية ومكنونتها لذلك نجد في كثير من الفنون كالشعر و الموسيقي والرسم. أطباء يمتلكون قدرات تعبيرية وحسية أكثر مصداقية .
ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدع عبر الريشة والألوان؟
ليس بالضرورة شئ محدد ؛ إنه مجموع المشاهدات والرؤى الخاصة والانفعالات الحياتية و الشخصية والعامة وأيضا الخيال والاندفاع مندمجًا مع أدواتك ،فتجد منتجًا دائمًا أروع مما رسمت وخططت إنها أشياء تقديرية ؛تفجر فينا مناطق مختلفة من أغوار النفس غالبًا نعايشها ولا نعرفها رغم وهم أننا نحيط معرفة بأنفسنا .الذات الإبداعية عند الفنان هل تمحورها المدرسة التي ينتمي إليها؟
بالطبع إلي حد ما ؛ لكن ذلك يجعل الفنان أسير فكر وتكنيك وثقافة ورؤي معينة محدودة وهذا ضمن أبجديات الإبداع عامة لا توجد مدارس فنية خالصة ؛بل تتعدي الخطوط وتتداخل بين مختلف المدارس وفي أغلب الأوقات ؛ الفنان أسير تجربته وانفعالاته.
هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
غالبا يربط الجانب التعبيري والمشاعر الإنسانية المتعددة بين معظم أعمالي.
ما هي مشاركتك في هذا الميدان على مستوى الفن التشكيلي في مصر ؟
اشتركت بعدة معارض فنية بمصر ودولة الكويت .
كيف تقيّمى الحركة الفنية التشكيلية في مصر ؟
مصر بلد كبير ومليئة بالمواهب الفذة و لديها خصوية عالية وتاريخ عريق في الفن التشكيلي وباقي الفنون لكن الجهد المبذول لصقل ووضع الفن التشكيلي في مكانته…متواضع جدًا،ولا يتناسب إطلاقا مع الحركة ونشاطها.
ما هي مشاريعك القادمة في عالم الفن التشكيلي ؟
اتطلع لإقامة المزيد من المعارض الشخصية والاشتراك فى المعارض الجماعية فى مختلف دول العالم حتى استفيد من التجارب الفنية والمدارس المختلفة واتطلع إلى السفرلاستكمال ومتابعة وصقل موهبتي بالتواصل والتعلم عن قرب من الفنانين العالميين .
أخيرا كلمة لمحبي الفن التشكيلي في الوطن العربي
أتمني ايصال رسالة من الحب والسلام وإطلاق الذات والتعبير عن الانفعالات الإنسانية بسلاسة وجمال .