التشكيلية لينا شديد ..تستحضر في غربتها، تداعيات الذاكرة الطفولية
التشكيلية لينا شديد فنانة ، ولدت في دمشق، سوريا. وهي واحدة من العديد من الفنانين السوريين الذين غادروا منطقة الحرب في بلادها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول لينا أن تلتقط الشعور بالمزاج الأثيري والروحي في لوحاتها. وهي تعيش حاليا وتعمل في ولاية نيويورك. وهي رسامة معمارية امتهنت الفن والتعليم بنفسها، بدأت الرسم عندما كانت طفلة، وانتقلت إلى اللوحة في سن المراهقة.
عشقت الفن بكل مدارسه الإبداعية، لم تتأثر بمدرسة معينة، بل كانت متفردة في كل أعمالها التي دمجت بين الواقعية والانطباعية، تعشق ألوان النور وتدرجاته، تحب الأحمر، والبرتقالي يشعرها بقوة الحب، نور يلاحقها في لوحاتها لا تستطيع الخروج منه إلا القليل. رسمت الكثير من اللوحات، ولَم تكن تبالي بالظهور على الساحة الفنية حتى أصبح عدد اللوحات أكثر من 60 لوحة، وشاركت في عدة معارض، منها معرض فردي في “دمشق” 2009 في المركز الثقافي بـ”أبو رمانة”، ومعرض مشترك “أبو ظبي هيلتون” 2010، ومعرض مشترك في “شيكاغو” 2012 “Missouri art gallery”، ومعرض مشترك في “استانبول” 2013 “Nev gallery”، ومعرض مشترك في “هاواي” 2014 “Van hull art gallery”، ومعرض فردي في “نيويورك”، ومعارض آخرى مشتركة وفردية، ولها مشاركات بالمزادات الفنية التي كانت تذهب كل ريوعها لمصلحة السوريين المغتربين في “أميركا”، وهناك مزاد للوحة واحدة فقط عاد إليها بالكامل، وهى حاليًا في إطار التحضير لعدة معارض خلال الستة أشهر القادمة فيأميركا وبلدها الأم “سورية”».
«حملت حب الوطن في قلبها، فحب الوطن يعني أن تقف مع أبنائه وتدعمهم بما تستطيع، الأزمة التي ألمت بوطنها انعكست على لوحاتها؛ رسمت السماء باكية على وطنها، وامرأة غاضبة باكية تحتج على هذه الحرب الملعونة التي ألمت به، الوجع كان ولايزال كبيرًا على الوطن. أما من ناحية الاغتراب، فقد زاد إنتاجها أضعافًا مضاعفة للتفرغ الكامل في إكمال مسيرتها الفنية. ورغبة الناس في مختلف الولايات وخارجها باقتناء الأعمال زادها إصرارًا على العطاء أكثر، وهي سعادة تثلج قلبها وروحها».
قال عنها التشكيلي والناقد “أديب مخزوم”:تطرح الفنانة التشكيلية لينا شديد في لوحاتها، التي أنجزتها وعرضتها في الإقامة والاغتراب، رؤيتها الشاعرية المرهفة، في تجسيد تنويعات حركة الفصول، حيث شكلت تأملاتها لسحر الطبيعة المحلية، ومنذ طفولتها، أكثر من حافز للغوص في عناصرها وألوانها وظلالها، في حالات التألق والتوهج والشاعرية.
وأضاف الأديب الناقد “علي الراعي”: «لدى “لينا” كنز من الانطباعية؛ تُركز من خلاله على الضوء بالدرجة الأولى، وهواء اللوحة، فلوحتها ليست طبيعة صامتة، بل تسعى ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً إلى نقل حركة ما، تُصمم على وجودها في اللوحة، بمعنى ثمة مسرحة في التكوين التشكيلي الذي تُنجزه في لوحتها، مسرحة أقرب إلى احتفالية بكل هذا الغنى اللوني الذي تفعمُ به مساحة اللوحة، تسعى إلى الضوء لأنه حياة، الضوء يُعطيها كل ألوان الكون، ولا سيما من ألوان الفصول، الضوء الذي لا يبقى على إيقاع واحد خلال النهار، وإنما يتبدل ليُعطي كثافة في الألوان، وفي تعددها ليمنح خيارات لا تنتهي».