الفنانة التشكيلية عروبة حميد،خريجة كلية الفنون الجميلة من العراق مقيمة في تركيا،عضو في فنانين بابل، عضو في فنانين بلا حدود،جميع معارضها كانت داخل العراق وحصلت على العديد من الشهادات التقديرية والجوائز،اشتركت أيضا فى معارض فى مصر وتركيا .كان لموقع عرب 22 هذا الحوار مع الفنانة المتميزة عروبة حميد .
في البداية نود أن نعرف من هي الفنانة عروبة حميد؟
عروبة حميد المعموري،من العراق،محافظة بابل التاريخية،مقيمة في تركيا .
متى بدأت الفنانة دخول الفن التشكيلي؟ومن شجعكِ عليه؟
منذ صغري أحببت الفن وكنت دائمًا أمارسه في البيت ودرست في جامعة بابل، كلية الفنون الجميلة، قسم الفنون التشكيلية،وماكان هنالك أحد يشجعني كنت أمارس الرسم في البيت .
ماهي أول لوحة لك؟
أول لوحة لي كانت وأنا طالبة في الجامعة اختارها الأستاذ من الأعمال المميزة من بين لوحات الطلاب وكان موضوعها عن الريف العراقي .
أنت الآن فنانة مشهورة ومعروفة محليًا وخارج البلاد ..كيف وصلت إلى هذه الشهرة ؟
الحمدلله،هذه نعمة من الله حصلت على هذه الشهرة بسبب وجودي في تركيا التي سنحت لي الفرصة في المشاركة في مجموعة من المعارض ومن خلال تواصلي مع فنانين من مختلف العالم في السوشيال ميديا واطلعت على ثقافات فنية مختلفة في العالم وهناك مجموعه من كبار الفنانين في العالم اعطوني الدعم والتشجيع .
مشكلة فهم اللوحة أو غموضها بالنسبة للمشاهد مادور كل من الفنان والمشاهد ؟
الفنان يقدم بلغة الفرشاة موضوعه عن طريق اللوحة وعلاقته أكثر رحابة بين الإنسان والأشياء وأصبح المشاهد الآن أكثرفهمًا على قراءة اللوحة أكثر من السابق وكل لوحة كل الإنسان مكون من طبقات نفسية من السطح حتى الأعماق وبرأيي لايوجد هنالك قراءة للوحة صح أو خطأ فجمال اللوحه يكمن في الحبكة التي تنطوي عليها اللوحة إلى جانب أسلوب الرسم.القِ نظرة على اللوحه قد لايلفت العمل نظرك للوهلة الأولى ولكن بالتعمق فيه يجذبك تمامًا لاتعتبر لوحة جميلة أو قبيحة بقياسك للجمال الفن ليس هدفه أن ينال إعجابك بقدر تأثيره بداخلك التساؤل بقدر تأثيره بداخلك.
قد تكون اللوحة عن شخص عن حدث عن تضاريس بيئية عن حالات نفسية وعاطفية… أما الفن الحديث الذي يعتمد في بعض لوحاته على نزف الألوان على القماش النزيف هو مايعطي معنى للموضوع بالاشتراك مع العنوان الذي اعطاه الرسام للوحة .وعلى الرغم من مرور قرابة القرن من ظهور الفن التجريدي الأول في عالمنا الحديث البعض يظن أن اللوحة التجريدية أمر بسيط الرسم فإن ذلك مر بمراحل متطورة إلى أن وصل إلى ماعليه الآن .
هل حققت الفنانة عروبة حميد ماكانت تتمناه في الفن التشكيلي؟
لا مازال أمامي الكثير لتحقيق ماأتمنى الوصول إليه في هذا الفن .
هل هناك فرق في الاهتمام بالفنون عمومًا بين تركيا والعراق ؟
نعم يوجد فرق كبير،في تركيا يوجد اهتمام كبير جدًا بالفن والفنانين واعطاء قيمة كبيرة للفن والفنانين ويقدمون الدعم الكافي عكس الفن في العراق إن الفن يحتاج إلى اهتمام خاص إلى الآن الفن لم ينل الاهتمام الكافي حتى يخرج إلى الساحة العالمية فالفنان يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي حتى يخرج إلى العالمية إضافة إلى جهده وإبداعه وثقافته .إن المجتمع العراقي يعيش حاليًا حالة من الاحباط والتلهي بسبب مايعانيه من السياسات والتهميش من ناحية وماتخضع له من ثقافة استهلاكية من جهة أخرى وكأنه استقال من واجباته ومهامه .
مالشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنانة لتبدع عبر الريشة والألوان؟
مأساة بلدي والمأساة التي عشتها في بلادي والظروف الصعبة والقاسية التي مررت بها وعدم توفر الأشياء التي تدخل للنفس الراحة .
الذات الإبداعية عند الفنان هل تمحورها المدرسى التي ينتمي إليها؟
بعض الفنانين متخصصين في مدرسة فنية معينة والبعض الأخر يكون امتزاجًا لمدارس متعدده وتكرس في لوحة واحدة أو عدة تشكيلات لمدارس متعددة في معرض واحد لكي يكون المتلقي متعدد الذائقة وليس لمدرسة معينة وكذلك الحداثة فوق كل شيء .
هل هنالك خط اساسي يربط بين مضامين لوحاتك ؟
رسمت مجموعة من اللوحات لمواضيع مختلفة وتعود لمدارس متعددة وأمتلك صفة التنوع في المدارس أغلب أعمالي تبعث على الأمل والتي تمتاز بجمال ألوانها الصارخة .
كيف تقيمين الحركة التشكيلية في العراق؟
في العراق هنالك الكثير من الفنانين المبدعين لكن الحركة الفنية لم تصل بعد إلى ماوصلت إليه في العالم لعدم وجود الاهتمام والدعم .الفن التشكيلي المعاصر في العراق لم يكن معروفًا بشكل ظاهر ومتميز وليس له خصوصية ظاهرة وتأثير في المجتمع .يعود ذلك إلى الانحطاط السياسي والثقافي والاقتصادي فكان التخلف المزري نتيجة لهذا الانحطاط المتراكم لسنين طويلة والذي ساهم في عزل المجتمع عن كل مايحدث من تطور حضاري في العالم فكان الناس بمعزل عما كان يدور ويحدث من متغيرات .
ماهي مشاريعك القادمة في عالم الفن التشكيلي؟
إن شاءالله لدى في شهر سبتمبر معرضًا في مصر الحضارة،مع مجموعة من الفنانين المبدعين .
أخيرًا كلمه لمحبي الفن التشكيلي في الوطن العربي
إن الفن شيء صنعه أو اختاره البشر من أجل خلق تأثير جمالي(عاطفي -فكري….الخ)بدلاً من التأثير النفعي أو الوظيفي. بالفن نستطيع أن ننقذ العالم من انهياره المرتقب ولهذا نتمسك بالجمال أينما كان وبأدق التفاصيل لهذاواجب على كل فنان أن يظل يبدع ليجد نفسه ويحقق ذاته ويستمر في هذا الطريق .