نشأ الفنان التشكيلي السوداني داوود حسن داوود في مدينة عطبرة التي أشتهرت باسم “مدينة الحديد و النار” أو “مدينة العمال” لما لها من تاريخ عريق لا سيما في الحركة الوطنية و النقابية خاصة نقابة عمال السكك الحديدية التي تمركزت رئاستها فيها. في هذه المدينة الواقعة في شمال السودان حيث يلتقي نهر النيل بنهر عطبرة الذى أخذت منه المدينة اسمها ترعرع فناننا و تفتحت عيناه على رؤية ألوان الطيف السوداني في سائر المجالات و نهل مما جادت به مؤسساتها التعليمية قبل أن يغادرها الى الخرطوم لدراسة الفن الذي اختاره للتعبير عما يزخر به عقله من أفكار و مبادئ و يجيش به وجدانه من أحاسيس و مشاعر إنسانية لعامة الناس.
التحق داوود حسن بكلية الفنون الجميلة و التطبيقية بمعهد الكليات التكنولوجية (جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا) في عام 1980 و تخصص في التصميم الإيضاحي و تخرج فيه عام 1984. عمل بالتعليم مؤقتًا ثم هاجر إلى دولة الإمارات العربية حيث عمل معلمًا للتربية الفنية في الفترة من 1990 إلى 2018. يميل في أعماله إلى استخدام تقنية الأسود و الأبيض بأسلوب مباشر أقرب إلى الرسوم التوضيحية و فنون الملصق و الإعلان بشكل عام لكن دون استصحاب نصوص شارحة أو موازية لما يبدع. يقول عن هذا التوجه: “أريد أن أرسم لكل الناس و ليس للفنانين. أريد أن يتعرف الناس على الفن .”
جدير بالذكر أنه يتناول قضايا متعددة في مواضيعها و مختلفة في مستويات بحثها الذي يشمل البسيط المباشر و يتجاوزه إلى العميق المعقد الذي ييسر فهمه للمتلقي مع إضفاء قيم جمالية خاصة له تفترضها طبيعة هذا الفن الذي تخصص فيه ووجد فيه ضالته للتعبير عن نفسه. غير أن القاسم المشترك في كل هذا تناوله للمرأة كمحور أساسي و لكن بشكل درامي في معظم الأعمال. عن إسلوبه هذا و استخدام اللونين والمرأة تحديدًا يجمل قائلاُ: “الأبيض والأسود هما الفن الحقيقي و الأصعب. لكن لا أهتم إلا بإبراز بعض المشاكل الاجتماعية التي تخص المرأة.” حاليا بصدد إنتاج أعمال فنية يتناول فيها التراث النوبي و هو يرى في أعمال الفنان التشكيلي السوداني حسان على أحمد المقيم بالقاهرة و المهتم بذات التراث إضافة مميزة للفن التشكيلي السوداني بل و لفن المنطقة بصفة عامة.